يوجد نوعان من أمراض التهاب الأمعاء IBD وهما التهاب القولون التقرحي ومرض كرونز، في هذا المقال سنتناول تفصيليًا كل ما يتعلق بالتهاب القولون التقرحي أسبابه وأعراضه، وطرق العلاج المختلفة للتعايش مع هذا المرض المزمن.
ما المقصود بالتهاب القولون التقرحي؟
مرض مناعي مزمن يصيب البطانة الداخلية للقولون والمستقيم بالالتهاب والتقرحات. يمر أصحاب هذه الحالة بهجمات من المرض يتبعها فترات من الراحة.
ما أسباب الإصابة بالتهاب القولون التقرحي؟
ترجع الإصابة بالتهاب القولون التقرحي إلى خلل في جهاز المناعة، إذ يبدأ في مهاجمة الخلايا المبطنة للقولون اعتقادًا منه أنها تشكل خطر على الجسم، وتبدأ خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن حماية الجسم في تكوين الالتهاب والصديد.
على الرغم من عدم وجود سبب واضح للخلل في جهاز المناعة، لكن ترجح الدراسات والأبحاث بعد العوامل التي تزيد من نسبة حدوث هذا الأمر، وتعرف ب عوامل الخطورة.
ما هي عوامل الخطورة للإصابة بالتهاب القولون التقرحي؟
1- السن: يظهر عادة التهاب القولون التقرحي في الأشخاص في عمر 15-30 عام، أو فوق سن ال 60 عام.
2- عوامل جينية: ترتفع نسبة الإصابة بين الأفراد الذين ينتمون إلى عائلات ينشر في الأقارب من الدرجة الأولى أمراض التهاب الأمعاء مثل التهاب القولون التقرحي أو مرض كرونز.
3- عوامل بيئية: يعتقد الخبراء أن البيئة المحيطة بالشخص وبعض العوامل الخارجية قد تلعب دورًا في الإصابة بالتهاب القولون التقرحي.
لا يعد التوتر والنظام الغذائي من مسببات الإصابة بالتهاب القولون التقرحي في البداية، لكنهما قد يؤثران في شدة ومعدل الهجمات لدى الأشخاص المصابين به بالفعل.
ما أعراض الإصابة التهاب القولون التقرحي؟
تتفاوت الأعراض من فرد لآخر على حسب شدة الإصابة، فيشعر المصاب بواحدة أو أكثر من العلامات التالية:
- آلام وتقلصات البطن.
- ألم في المستقيم.
- الإسهال، ويصاحبه عادةً وجود دم أو صديد.
- الشعور برغبة ملحة في قضاء الحاجة (التبرز)، وعدم القدرة على ذلك.
- فقدان الوزن.
- الجفاف.
- الأنيميا.
- فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام.
- الإرهاق والإعياء.
- الغثيان.
- ارتفاع درجة الحرارة.
قد يشكو نسبة من المصابين بالتهاب القولون التقرحي من أعراض أخرى في أجزاء مختلفة من الجسم بعيدًا عن الجهاز الهضمي، كأن يصل الالتهاب إلى العظام، العين أو الكبد، من أمثلة ذلك:
- آلام المفاصل وتورمها.
- حكة العين واحمرارها.
- آلام العين خاصة عند النظر في إضاءة ساطعة.
- ظهور طفح جلدي أو نتوءات مؤلمة.
ما هي أنواع التهاب القولون التقرحي؟
يوجد عدة أنواع لالتهاب القولون التقرحي على حسب مكان الإصابة، فنجد مثلًا:
1- التهاب المستقيم التقرحي: أبسط أنواع التهاب القولون، يصيب منطقة المستقيم فقط ، وقد يكون النزيف عبر المستقيم هو العلامة الوحيدة على الإصابة بالمرض.
2- التهاب المستقيم السيني: يصيب هذا النوع المستقيم والجزء الأخير من القولون، يعاني المريض في هذا النوع من تكرار الرغبة الشديدة في قضاء الحاجة مع صعوبة ذلك، بجانب الأعراض الشائعة مثل الألم والتشنجات.
3- التهاب الجزء الأيسر من القولون: ينتشر الالتهاب في منطقة المستقيم والجانب الأيسر من القولون، مع تقلصات شديدة وإسهال دموي.
4– التهاب القولون بالكامل: يؤثر هذا النوع على القولون بأكمله، ويسبب تقلصات قوية في البطن، وإسهال دموي، وفقدان للوزن.
5- التهاب القولون التقرحي الحاد الشديد: نوع نادر من التهاب القولون، يصيب القولون بأكمله ويعاني المصاب به من ألم وإسهال شديد، مع نزيف وعدم القدرة على الأكل.
كيف يمكن تشخيص التهاب القولون التقرحي؟
يستطيع الطبيب الخبير تشخيص الإصابة بالتهاب القولون التقرحي عن طريق عدة طرق منها:
1- السؤال عن التاريخ المرضي والأعراض التي يشعر بها المصاب.
2- الفحوصات المعملية:
تحليل الدم:
يمكن من خلال تحليل الدم اكتشاف وجود نقص في خلايا الدم الحمراء (أنيميا) ما قد يدل على وجود النزيف.
تحليل البراز:
تظهر علامات وجود العدوى والطفيليات من خلال هذا الاختبار، كما يكشف عن وجود دم في البراز.
3- تنظير القولون:
يوجد نوعين من منظار القولون يمكن الاعتماد عليه في تشخيص الاتهاب القولون التقرحي وهما التنظير السيني ومنظار القولون.
يساعد التنظير السيني طبيبك على النظر في الجزء الأخير فقط من القولون عن طريق أنبوبة مرنة قابلة للانحناء في أخرها كاميرا دقيقة، يمكن للطبيب كذلك أن يأخذ عينة من الأنسجة المبطنة لهذا الجزء لفحصها تحت الميكروسكوب.
أما منظار القولون فله نفس الدور لكنه يفحص القولون كله.
4- التصوير بالأشعة:
يمكن استخدام عدة طرق للتصوير لفحص القولون لتأكد من التشخيص وهم:
1- استخدام الأشعة السينية مع الحقنة الشرجية: للكشف عن علامات الالتهاب في القولون عن طريق تمرير سائل يحتوي على مادة الباريوم (مادة لها لون أبيض) لاستبعاد أو تأكيد وجود أي علامات أو أجسام غريبة في القولون.
2– الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي: للكشف عن علامات الالتهاب المتوسطة والشديدة.
ما هي طرق علاج التهاب القولون التقرحي؟
التهاب القولون التقرحي مرض مناعي طويل الأمد كما ذكرنا، لذا فعلاج هذه الحالة يشمل مرحلتين:
1- منح القولون وقت وفرصة للتحسن والالتئام.
2- المباعدة بين الهجمات.
النظام الغذائي:
يمكن أن تسبب بعض أنواع الطعام خاصة الطعام الحار إثارة نوبات الألم، لذا يجب الاعتماد على نظام غذائي يحتوي على الكثير من الألياف والبروتين الخالي من الدهون والفواكه والخضروات.
العلاج الدوائي:
يشمل ذلك عدة أنواع مختلفة من الأدوية مثل:
1- المضادات الحيوية: قد يصف لك الطبيب هذا النوع لمحاربة العدوى البكتيرية في القولون.
2- أمينوساليسيلات: توجد على شكل أقراص، أو لبوس أو حقنة شرجية لمحاربة الالتهابات والسيطرة على أعراض المرض.
3- الأدوية الستيرويدية (الكورتيزون): يلجأ إليه الطبيب كحل سريع قصير المدى مع الحالات المتوسطة والشديدة لمكافحة الالتهاب.
4- الأدوية المعدلة للمناعة: تساعد هذه الأدوية في إيقاف هجوم جهاز المناعة على القولون، لكنها تحتاج مدة قد تصل إلى 3 أشهر حتى يظهر مفعولها.
5- العلاج البيولوجي: نلجأ لهذا النوع مع الحالات الشديدة، وعادة ما تأتي بنتيجة مرضية.
التدخل الجراحي:
قد نلجأ إلى الجراحة مع الحالات الشديدة إذا لم تفلح الحلول السابقة، فيكون الحل هو استئصال جزء أو كل القولون حسب الحالة.
هل يسبب التهاب القولون التقرحي أي مضاعفات؟
قد ينتج عن التهاب القولون التقرحي عدة آثار سلبية منها على سبيل المثال:
1- الأنيميا الناتجة عن النزيف المصاحب لهذا المرض.
2- هشاشة العظام نتيجة الاعتماد على أدوية الكورتيزون فترات طويلة.
3- الجفاف: يحدث أحيانًا حينما تعجز الأمعاء الغليظة عن امتصاص الكمية الكافية.
4- تضخم القولون.
5- التهاب القنوات الصفراوية أو الكبد.
5- زيادة احتمالية التعرض للجلطات.
6- زيادة احتمالية الإصابة بأورام القولون.
في الختام يحتاج التعايش مع مرض التهاب القولون التقرحي إلى حرص شديد والالتزام بتعليمات الطبيب الثقة، والمتابعة الدورية معه حتى تتمكن من ممارسة حياتك بصورة طبيعية والتقليل من معدل الهجمات ومن ثم المضاعفات لهذا المرض المزمن.