التهاب الكبد الوبائي ب هو واحد من الأمراض الخطيرة التي قد تصيب الكبد وتسبب مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معه بصورة صحيحة بالعلاج المناسب. في هذا المقال سنوضح الأسباب التي يمكن أن تؤدي للإصابة به وكذلك طرق العلاج المختلفة مع التأكيد على خطوات الوقاية لحماية أسرتك ومن تحب من هذا الإصابة بهذا الفيروس.
ما أسباب التهاب الكبد الوبائي ب؟
ينتقل الفيروس المسبب لعدوى التهاب الكبد الوبائي ب من خلال ملامسة الدم أو اللعاب أو غير ذلك من سوائل الجسم من شخص مصاب بفيروس التهاب الكبد ب. ويمكن لشخص مصاب بفيروس التهاب الكبد ب أن ينشر العدوى حتى لو لم يشعر بالمرض.
من طرق الإصابة بالتهاب الكبد ب ما يلي:
- استخدام حقن ملوثة.
- مشاركة فرش الأسنان أو شفرات الحلاقة أو بعض الأجهزة الطبية مثل جهاز قياس السكر.
- التلامس المباشر مع دم أو جروح مفتوحة لشخص مصاب.
- استخدام أدوات حادة يستخدمها شخص مصاب.
- العمل أو العلاج في مستشفى لا تراعي معايير مكافحة العدوى.
- انتقال الفيروس من الأم إلى صغيرها أثناء الحمل والولادة.
يستطيع فيروس التهاب الكبد ب العيش على الأسطح خارج الجسم مدة سبعة أيام على الأقل، لذا فإن الأدوات المستعملة التي لم يتم تعقيمها يمكن أن تحمل الفيروس، ويشمل ذلك الأدوات الطبية أو فرشاة الأسنان أو شفرة الحلاقة التي قد تسبب النزيف.
ملحوظة: قد يحدث انتقال فيروس التهاب الكبد الوبائي ب من خلال اللعاب، لكنه لا ينتشر من خلال التقبيل أو العناق أو مشاركة الطعام أو الماء أو مشاركة الأواني أو السعال أو العطس أو الرضاعة.
هل يمكن أن ينتقل فيروس التهاب الكبد الوبائي ب من خلال نقل الدم؟
تعد فرصة انتقال الفيروس عبر نقل دم ضعيفة جدًا، إذ يتم فحص واختبار كل عينة قبل نقلها إلى شخص آخر، كما أن الجهات المختصة ترفض استقبال أي عينات من الأشخاص المصابين بفيروسات الكبد.
ما أعراض التهاب الكبد الوبائي ب؟
تختلف شدة الأعراض بين خفيفة إلى قوية أو دون ظهور أعراض على الإطلاق، وفي العموم تبدأ الأعراض في الظهور عادةً في غضون 90 يومًا بعد التقاط العدوى وفي بعض الحالات قد يستغرق الأمر ما يصل إلى 6 أشهر.
تشمل علامات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي ب:
- الحمى.
- تعب يستمر لأسابيع أو أشهر.
- ضعف شديد.
- فقدان الشهية.
- الغثيان والقيء.
- ألم البطن.
- تغير لون البول إلى الداكن، والبراز إلى الفاتح.
- ألم المفاصل.
- اصفرار لون الجلد أو بياض العينين.
- تورم مع وجود سوائل في البطن أو الذراعين والساقين.
ما طرق تشخيص التهاب الكبد الوبائي ب؟
يبدأ تشخيص هذا المرض عن طريق السؤال عن الأعراض التي يشعر بها المصاب، والفحص البدني لمعرفة إذا كان هناك وجود لاصفرار في لون الجلد أو انتفاخ في البطن، لكن يبقى تحليل الدم هو الخطوة التأكيدية على نفي أو إثبات الإصابة بفيروس الكبد الوبائي ب.
يوصي مركز السيطرة على الأمراض CDC بإجراء 3 تحاليل دم لتأكيد الإصابة وهم:
1– مستضد سطح التهاب الكبد ب (HBsAg): المستضدات هي بروتينات على سطح فيروس التهاب الكبد ب يتعرف عليها جهاز المناعة لديك على أنها شيء غريب. إذا كشف التحليل عن وجود هذا المستضد في الدم، يدل هذا على وجود إصابة بفيروس التهاب الكبد ب، وأنك قد تكون مصدر عدوى للآخرين.
2- الأجسام المضادة لسطح التهاب الكبد ب (anti-HBs): الأجسام المضادة بروتين ينتجه جهاز المناعة لمحاربة فيروس التهاب الكبد ب، إذا كشف التحليل عن وجود أجسام مضادة للفيروس في الدم يدل ذلك على:
- تعرض الجسم للإصابة بالفيروس ونجاح الجسم في محاربته والقضاء عليه.
- حصول صاحب التحليل على تطعيم ضد الفيروس.
3- الأجسام المضادة الكلية لمستضد نواة التهاب الكبد ب (anti-HBc): يبحث هذا التحليل عن نوعين من الأجسام المضادة التي يصنعها جهاز المناعة لمحاربة فيروس التهاب الكبد ب. إذا وُجد مضاد لـ HBc في الدم، فهذا يدل على إصابة مستمرة أو إصابة سابقة بفيروس التهاب الكبد B.
هل يمكن علاج التهاب الكبد الوبائي ب؟
يختلف علاج التهاب الكبد الوبائي ب على حسب نوع الإصابة على النحو التالي:
علاج التهاب الكبد الوبائي ب الحاد:
لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد الحاد ب، بل تقتصر وتشدد كل النصائح الطبية على أهمية دعم راحة المريض في تلك الفترة حتى يستطيع جسمه التعافي ومقاومة الفيروس عن طريق اتباع نظام غذائي صحي وشرب الكثير من السوائل لمنع الجفاف الناتج عن القيء والإسهال.
علاج التهاب الكبد الوبائي ب المزمن:
يمكن علاج عدوى التهاب الكبد الوبائي المزمن بأدوية تؤخذ عن طريق الفم، ويجب على معظم الأشخاص الذين يبدأون علاج التهاب الكبد الوبائي ب الاستمرار فيه مدى الحياة.
يهدف العلاج الدوائي للاتهاب الكبد الوبائي المزمن إلى:
- تأخير معدل تليف الكبد.
- الحد من حالات سرطان الكبد
أمثلة على هذه الأدوية:
- الأدوية المضادة للفيروسات: تعمل هذه الأدوية على تقليل قدرة الفيروس على تدمير الكبد، ومن أشهر هذه الأدوية إنتيكافير (باراكلود)، وتينوفوفير (فيريد).
- حقن الإنترفيرون: يشبه الإنترفيرون مادة طبيعية ينتجها الجسم لمحاربة الفيروسات، يستخدم هذا الدواء عادة مع صغار السن أو السيدات في سن الإنجاب، مع التأكيد على أهمية منع الحمل فترة العلاج. يمكن الاعتماد على الإنترفيرون وحده أو الدمج بينه وبين الأدوية المضادة للفيروسات.
ما طرق الوقاية من التهاب الكبد الوبائي ب؟
تؤكد منظمة الصحة العالمية أنه يمكن توفير حماية ضد الفيروس المسبب لالتهاب الكبد الوبائي ب عن طريق الالتزام باللقاح المضاد له على النحو التالي:
– جرعة أولى للأطفال عقب ولادتهم مباشرة (خلال 24 ساعة) بعد الولادة.
– جرعتان أو ثلاث جرعات من اللقاح بعد ذلك بفاصل أربعة أسابيع على الأقل.
– إذا كانت الأم الحامل تعاني من التهاب الكبد الوبائي ب، يجب الحرص على تناول الأدوية المضادة للفيروسات بجانب اللقاح لمنع انتقال العدوى.
يوفر التطعيم حماية تصل إلى أكثر من 20 عام، وقد تدوم عمل كامل، تزداد أهمية تلقي اللقاح المضاد للفيروس المسبب لالتهاب الكبد الوبائي ب إذا كنت تعمل في المجال الطبي.
إلى جانب الالتزام بمعايير النظافة والأمان على النحو التالي:
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد ملامسة الدم أو سوائل الجسم أو الأسطح الملوثة.
- تجنب مشاركة الأدوات التي تختلط بالدم مع الآخرين مثل أدوات الحلاقة وفرش الأسنان.
هل يسبب التهاب الكبد الوبائي ب أي مضاعفات؟
لا ينتج عن التهاب الكبد الوبائي ب الحاد عادةً مضاعفات خطيرة فيما يخص صحة الكبد، إلا أن بعض الأشخاص قد يعانون من فشل الكبد الحاد وهي حالة طارئة تهدد الحياة.
نجد على الجانب الآخر أن التهاب الكبد الوبائي ب المزمن قد ينتج عنه مضاعفات خطيرة مثل:
- تليف الكبد.
- أورام الكبد.
- توقف الوظائف الحيوية للكبد (فشل الكبد)
- إعادة تنشيط فيروس التهاب الكبد ب.
- أمراض الكلى.
- التهاب الأوعية الدموية.
- التهاب الكبد د.
ما هو التهاب الكبد د؟
التهاب الكبد د أو فيروس دلتا هو عدوى فيروسية تصيب الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائي ب فقط، فيصبح الشخص مصايًا بكلا الفيروسين مما يزيد الضغط على الكبد وقد يؤدي إلى فشل الكبد الحاد.
في الختام يعد الحرص على الالتزام بمعايير النظافة والأمان هو أحد أهم طرق الوقاية من التقاط الفيروس المسبب لواحد من أخطر أمراض الكبد وهو التهاب الكبد الوبائي ب، إلى جانب الحرص على جرعات ومواعيد اللقاح خاصة المواليد والسيدات الحوامل المصابين وطقم الرعاية الصحية الذين يعملون طول الوقت مع الدم وسوائل الجسم المختلفة للمرضى.