هل سمعت من قبل من قريب لك أو زميل عمل يشكو صعوبة ابتلاع الطعام أو حتى الماء، حتى أنه بدأ في تجنب الأكل أو تناول كميات قليلة منه، هل لاحظت عليه فقدان بعض الكيلوغرامات دون قصد وشكوته العامة من الضعف، إذا كانت إجابتك بنعم، فلا تستعد إصابته بضيق المريء الذي يعيق مرور الطعام ويسبب له ألم أو صعوبة بالغة، لكن المبشر في الأمر أنه توجد العديد من الحلول للتخلص من ضيق المريء يأتي على رأسها عمليات التوسيع.فما هي عملية توسيع المريء، وما هي خطوات القيام بها، وهل احتاج إلى إعادتها كل مرارًا وتكرارًا، هذا ما سنعرفه في هذا المقال فتابع معنا.
ما هي عملية توسيع المريء؟
بدايةً، المريء هو أنبوب رفيع يمر به الطعام والشراب حتى يصل من الفم إلى المعدة.
عملية توسيع المريء هي إجراء علاجي للتخلص من صعوبة البلع عن طريق شد جدار المريء للسماح للأكل وأحيانًا السوائل بالمرور إلى المعدة. ينتج ضيق المريء عادة بسبب وجود ندبات في الجدار لدى المرضى الذين يعانون من الارتجاع المعديّ المريئي GERD.
تُجرى عملية توسيع المريء في العيادة بواسطة المنظار الهضمي أو سلك معدني يستخدم كدليل للبالون المسؤول عن التوسيع، دون الحاجة إلى تخدير عام، فقط يمكن الاعتماد على مادة مهدئة أو رش اسبراي تخدير موضعي أسفل الحلق.
هل يوجد علاقة بين ارتجاع المريء وضيق المريء؟
نقصد بارتجاع المريء مرور أحماض المعدة الحمضية المخصصة لهضم الطعام مرور عكسي لأعلى، ما يؤثر على بطانة المريء غير المؤهلة لذلك.
يسبب ارتجاع الأحماض المستمر التهابًا مزمنًا داخل المريء. مع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى تليف وتندب الأنسجة الموجودة في جدار المريء. يؤدي النسيج الندبي إلى تضييق المريء، بصورة كلية أو جزئية اعتمادًا على المسافة التي ينتقل بها الحمض.
ما دواعي إجراء عملية توسيع المريء؟
تؤثر عدة مشكلات على المرىء وتؤدي إلى تراكم الأنسجة الليفية مما يصعب عملية ابتلاع الطعام، من هذه المشكلات:
- ارتجاع المريء المزمن ( أكثر الأسباب شيوعًا كما ذكرنا)
- التهاب المريء الناتج عن تناول بعض الأدوية مثل المسكنات غير الستيرويدية والأسيتامينوفين فترات طويلة.
- ابتلاع مادة كاوية.
- أورام المريء.
- العلاج الإشعاعي.
- ندبات أو تليفات ناتجة عن التعرض لجراحة سابقة في المريء
لا يُعد توسيع المريء علاج للأسباب السابقة، لكنه للتخفيف من صعوبة البلع الناتجة عنهم.
هل تسبب عملية توسيع المريء مضاعفات؟
تُعد عملية توسيع المريء من الإجراءات الآمنة في العموم، ومع اختيار طبيب خبير في مجال المناظير تنعدم المخاطر بنسبة كبيرة.
قد تحدث بعض المضاعفات المتعلقة بالتنظير أو التوسيع مثل:
- التهاب الحلق.
- تلف الأسنان الطبيعية أو التركيبات.
- ثقب أو تمزق في بطانة المعدة أو المريء
- النزيف.
- كدمات في مكان إبرة التخدير.
- الشعور بالانتفاخ.
على الجانب الآخر نؤكد على أهمية عدم إهمال علاج صعوبة البلع، أو الاعتماد على علاجات مؤقتة، إذ نلجأ بعض الحالات لا إراديًا إلى التوقف عن تناول الطعام، أو تناول كميات أقل من احتياجها اليومي من الأكل والسوائل، ما يعرض الجسم إلى ضعف شديد، فقدان وزن غير مبرر ويصل الأمر أحيانًا إلى الجفاف.
التحضير لعملية توسيع المريء
يحتاج المريض إلى الصيام قبل العملية مدة 6 ساعات على الأقل، كما يجب تنظيم جرعات بعض الأدوية بالتنسيق مع الطبيب المعالج مثل الأدوية المضادة للجلطات كالأسبرين أو الوارفارين أو الهيبارين. قد يصف لك الطبيب كذلك بعض أنواع المضادات الحيوية إذا كنت تعاني من أمراض القلب كوقاية.
ما خطوات عملية توسيع المريء؟
تستغرق عملية توسيع المريء مدة تتراوح من 30 إلى 60 دقيقة مرورًا بــــــــ:
1- التخدير سواء موضعي عن طريق رش اسبراي على نهاية الحلق، أو باستخدام الأدوية المهدئة.
2- سيبدأ الطبيب الفحص باستخدام أنبوب المنظار المرن بداية من الفم مرورًا بالمريء وصولًا للمعدة، وتحديد طريقة التوسيع المناسبة سواء بالون التوسيع أو الموسعات البلاستيكية.
3- بعد الفحص يدخل الطبيب أنبوب رفيع مع بالون خاص متصل به من خلال المنظار، ويقوم بنفخه يمتد الجدار الداخلي تدريجيًا وبلطف حتى يتمكن الطعام والسوائل من المرور إلى المعدة.
يمكن الاعتماد على طريقة أخرى لتوسيع المريء وهي تمرير أنابيب تسمى الموسعات، والتي تعمل على تمدد المنطقة الضيقة تدريجيًا بلطف.
ماذا بعد عملية توسيع المريء؟
يطلب منك الطبيب الانتظار قليلًا للاطمئنان على التعافي التام من أثر التخدير، ثم يمكنك بعد ذلك العودة إلى منزلك وممارسة أنشطة حياتك الطبيعية.
يفضل أن يصحبك مرافق أثناء العودة حتى لاتضطر إلى القيادة إذا كنت تحت تأثير المهدئات. سيخبرك الطبيب تعليمات حول متى يمكنك تناول الطعام والشراب، لأن المخدر يؤثر على وظائف البلع بصورة طبيعية، فيجب منع السوائل حتى يزول تأثير المخدر، لمنع السائل من الدخول إلى رئتيك بدلاً من معدتك.قد تعاني من التهاب خفيف في الحلق لعدة أيام بعد العملية.
هل سأحتاج إلى توسيع المريء مرة أخرى؟
تهدف عملية توسيع المريء إلى علاج أعراض الضيق، لكنها ليست حل نهائي جذري، لذا فالإجابة نعم، من الممكن أن يتم تكرار هذا الإجراء بشكل دوري لتمكين الطعام من المرور عبر المريء إلى المعدة، عادةً تعود مشكلة صعوبة البلع مرة أخرى، لكن تختلف مدة من مريض لآخر اعتمادًا على سبب ضيق المريء وشدته.
يمكن أن يساعد الالتزام بنظام غذائي صحي تحت رعاية طبيبك مع استخدام الأدوية المثبطة لمضخة البروتون (PPIs)، في تأخير الحاجة إلى توسيع المريء في المستقبل.
هل يوجد بدائل لعملية توسيع المريء؟
يمكن الاعتماد على طرق علاجية أخرى إذا تعذر إجراء هذه العملية، أو كان لطبيبك المعالج رأي آخر مثل:
علاج دوائي: قد يصف الطبيب المختص بعض الأدوية لعلاج المشكلة الأساسية الناتج عنها صعوبة البلع وعلى رأسها ارتجاع المريء مثل الأدوية المضادة للحموضة بأنواعها المختلفة.
التدخل الجراحي: قد يلجأ الطبيب في مع الحالات المتقدمة إلى إزالة المنطقة المصابة من المريء، وتعويضها بأنسجة بديلة.
ختامًا وضحنا في هذا المقال أسباب صعوبة تناول الطعام بل والسوائل احيانًا لدى بعض الأشخاص نتيجة ضيق المريء لديهم، مع ذكر واحدة من أهم الحلول المساعدة في التخلص من هذه الصعوبة وهي عملية توسيع المريء، مع التأكيد على أهمية المتابعة مع طبيب مختص ذي خبرة كبيرة في مشكلات الجهاز الهضمي والعلاج بالمناظير الهضمية للوصول لأفضل نتيجة وتجنب التعرض لأي مضاعفات خطيرة لعملية توسيع المريء.