الحموضة أو حرقة المعدة هي إحساس حارق يشعر به بعض الأشخاص في الصدر ناحية القلب، لكنه في الحقيقة يصدر من المريء نتيجة ارتداد حمض المعدة لأعلى ما يؤدي إلى شعور عام بعدم الراحة. في هذا المقال سنوضح بالتفصيل أسباب الحموضة وأعراضها وطرق علاجها المختلفة.
ما أسباب الحموضة؟
يمر الأكل من الفم والبلعوم نزولًا إلى المريء والمعدة حيث يلتقي بحمض المعدة ليبدأ هضم الطعام وخاصة البروتين في المعدة. يحدث أحيانًا ارتخاء في الصمام السفلي للمريء بينه وبين المعدة، ما يسبب صعود لحمض المعدة إلى الأعلى فيبدأ شعور بالحرقة في منطقة الصدر.
يوجد عدة عوامل تزيد من مشكلة الحموضة منها:
- فتق الحجاب الحاجز
- الحمل خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
- التدخين أو استخدام السجائر الإلكترونية أو منتجات التبغ.
- زيادة الوزن.
- بعض الأدوية مثل الأسبرين والإيبوبروفين والمهدئات وأدوية ضغط الدم وبعض المضادات الحيوية.
- تناول وجبة طعام دسمة.
- الاستلقاء مباشرة بعد الأكل.
- ارتداء ملابس ضيقة أو حزام.
- الشعور بالتوتر والقلق.
- الإمساك.
تساعد كذلك بعض الأكلات والمشروبات في زيادة شعور حرقة المعدة مثل:
- المشروبات الغازية.
- المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي أو القهوة بأشكالها المختلفة.
- الشوكولاتة.
- الثوم والبصل.
- الحمضيات مثل البرتقال والليمون.
- الطماطم ومنتجاتها المختلفة مثل الصلصات المعلبة.
- النعناع.
- الأطعمة المقلية.
- الأطعمة الغنية بالدهون.
- الأطعمة الحارة.
ما أعراض الحموضة؟
تتراوح أعراض الحموضة من شعور خفيف بعدم الراحة إلى شعور كبير بالانزعاج في منتصف الصدر، وتستمر من دقائق قليلة لعدة ساعات حتى تفرغ المعدة من الأكل تمامًا.
- إحساس حارق في الحلق.
- شعور بالدفء أو حرارة في الصدر.
- ألم خلف عظمة الصدر.
- صعوبة البلع.
- شدة الألم بعد الاستلقاء.
- الشعور بطعم مر أو لاذع في الفم.
- السعال.
- التجشؤ.
- الغثيان.
- ارتجاع الطعام.
- بحة الصوت.
يوجد بعض الأعراض الأخرى المرتبطة بالحموضة مثل:
- انتفاخ المعدة.
- السعال المزمن.
- زيادة هجمات الربو.
- التهاب الحلق أو الحنجرة.
حموضة المعدة والحمل
تعد الحموضة وعسر الهضم من الأعراض الشائعة جدًا أثناء فترة الحمل، يرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية الكثيرة التي تمر بها السيدة وتأثيرها على العضلة السفلية للمريء إلى جانب ضغط وزن الطفل مع الوقت على المعدة.
يمكن تقليل هذا الإحساس عن طريق بعض التغيرات البسيطة مثل:
– تناول وجبات صغيرة متعددة بدل من 3 وجبات كبيرة رئيسية.
– تجنب الأطعمة الدهنية والحارة.
– عدم الاستلقاء عقب تناول الأكل مباشرة والانتظار مدة ساعة.
كيف يمكن تشخيص الحموضة؟
يستطيع الأطباء عادةً تشخيص الحموضة بعد سماع شكوى صاحبها ووصفه لطبيعة ونوع الألم، خاصة في الحالات العارضة والبسيطة.
قد يطلب الطبيب في حالة الشك في الإصابة بحموضة مزمنة بعض الفحوصات لتقييم الضرر الذي أصاب المريء والجهاز الهضمي من تكرار التعرض لحمض المعدة.
من هذه الاختبارات:
– منظار الجهاز الهضمي العلوي:
تعتمد هذه الطريقة على استخدام أنبوب رفيع مرن به كاميرا ومصدر إضاءة لفحص المريء والمعدة والجزء العلوي من الأمعاء للبحث عن علامات التهاب المريء أو الفتق أو مريء باريت.
– الأشعة السينية X-ray:
تصوير المريء والمعدة صور ثنائية الأبعاد لتقييم شكلهم وحالتهم.
– اختبار درجة حموضة المريء:
يعتمد هذا الفحص على زرع كبسولة لاسلكية في المريء من خلال المنظار أو أنبوب أنفي معدي لقياس مستويات الحمض في مدة زمنية محددة ونقل القراءات إلى جهاز استقبال، يستطيع الطبيب بعد ذلك تحليل النتيجة وتقييم الوضع.
ما علاج حموضة المعدة؟
يمكن علاج حموضة المعدة البسيطة أو العارضة بالأدوية المضادة للحموضة المتعارف عليها والتي لا يحتاج صرفها إلى وصفة طبية، أما في الحالات الشديدة أو المزمنة يمكن الاعتماد على واحد أو أكثر من الحلول التالية:
– الأدوية المضادة للحموضة:
تعمل هذه العلاجات على معادلة حمض المعدة حتى لا يكون ضار بالمريء عند حدوث صعوده لأعلى، تناسب هذه الأدوية الحالات العارضة لكنها قد تسبب آثار جانبية عند استخدامها فترات طويلة.
– مضادات مستقبلات الهيستامين (حاصرات H2):
تعمل هذه المضادات على تقليل إنتاج حمض المعدة عن طريق منع الهيستامين وهو المادة الكيميائية التي تحث الجسم على إفراز الحمض، أما عن المداومة عليها يمكن الاعتماد عليها بمعدل أكبر من مضادات الحموضة، لكنها لا تعمل دائمًا على المدى الطويل إذ يمكن أن يتكيف معها الجسم مع الوقت.
– مثبطات مضخة البروتون (PPIs):
يُعد هذا النوع من العلاج فعال بدرجة كبيرة لحرقة المعدة خاصةً مع الحالات الشديدة، كما تساعد على التئام الأنسجة وتخفيف تأثير الحمض على أنسجة المريء.
ملحوظة: تعمل معظم هذه الأدوية على تقليل الحمض الناتج من المعدة، لكنها لا تحل المشكلة الأساسية في ضعف العضلة السفلية للمريء.
هل تسبب حموضة المعدة أي مضاعفات؟
لا تسبب عادةً حموضة المعدة العارضة أثار جانبية خطيرة، لكن استمرار هذا الاحساس قد يؤثر على قدرة الشخص على الأكل والنوم بصورة طبيعية.
إذا تكرر الأمر قد يعني ذلك أنك تعاني من مرض أكثر خطورة وهو مرض الارتجاع المعدي المريئي وهو يحتاج أدوية أو تدخل جراحي.
مضاعفات الارتجاع غير المعالج:
- التهاب المريء.
- مريء باريت.
- زيادة خطر الإصابة بسرطان المريء.
في الختام لا تعد الحموضة التي تشعر بها بعد مرات الأكل الدسمة، أو عند الاستلقاء عقب تناول الأكل أمرًا خطيرًا، لكن في حالة تكرار الشعور بحرقة المعدة وبدأ تأثيرها يمنعك من ممارسة حياتك بصورة طبيعية، لا تتردد في زيارة طبيب أمراض جهاز هضمي ماهر لمعرفة أسباب الحموضة ووصف طريقة العلاج الصحيحة لمنع هذه المشكلة المزعجة من الاستمرار.