التهاب الكبد الوبائي أ أو Hepatitis A i هو التهاب فيروسي يصيب الكبد وينتقل من خلال تناول الطعام والماء الملوثين أو من خلال الاتصال المباشر بشخص مصاب، تتفاوت الأعراض بين الأشخاص المصابين بدرجة كبيرة، وتظهر بدرجة أكبر بين البالغين عن صغار السن الذين قد لا تبدو عليهم أي علامات على الإطلاق.ف ي هذا المقال سنوضح ما هي أعراض التهاب الكبد الوبائي أ وما هي طرق علاج والوقاية منه.
ما أعراض التهاب الكبد الوبائي أ ؟
قد تختلف أعراض التهاب الكبد أ من شخص لآخر، وتظهر العلامات عادةً بين الأسبوع 2 إلى 7 من بداية التقاط العدوى، وتختفي في غضون شهرين إلى 6 أشهر على أقصى تقدير.
يرجع الاختلاف في مدة الإصابة إلى قدرة جهاز المناعة على محاربة الفيروس، تستمر الأعراض طالما الحرب بين مناعة الجسم والفيروس مستمرة. في بعض الأحيان تبدو الأعراض وكأنها اختفت ثم تعود مرة أخرى ويحدث ما يسمى بالانتكاس مما يعني أن الشخص الذي تعافى للتو يصاب بنوبة حادة أخرى يتبع ذلك عادةً الشفاء.
لا تظهر الأعراض على كل المصابين بالتهاب الكبد الوبائي أ، ويعد الكبار والبالغين أكثر عرضة للإصابة بالأعراض من الأطفال.
قد تشمل أعراض التهاب الكبد أ الآتي:
- تغير في لون البول إلى اللون الداكن.
- تحول لون البراز إلى لون يشبه لون الطين.
- الإسهال.
- الشعور بالتعب.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- آلام المفاصل.
- فقدان الشهية.
- الغثيان والتقيؤ.
- آلام المعدة خاصة في الجزء العلوي الأيمن.
- اصفرار العينين والجلد، وهو ما يسمى باليرقان.
يجب الانتباه أن الشخص يمكن أن يكون معديًا حتى لو لم تظهر عليه أعراض، فالفيروس يمكنه الانتقال من شخص آخر مدة أسبوعين قبل ظهور الأعراض وثلاثة أسابيع بعد وجودها، يزداد الأمر خطورة مع الأطفال، فهم قد لا تظهر عليهم أي أعراض ومع ذلك يظلون مصدر مهم لنشر الفيروس في محيطهم.
ما أسباب التهاب الكبد الوبائي أ ؟
يعد هذا النوع من التهاب عدوى فيروسية تنتقل عن طريق ملامسة فضلات شخص مصاب، يعيش الفيروس في دم وبراز الأشخاص المصابين به، وينتقل عند دخول جسم شخص غير مصاب غالبًا عن طريق الفم.
يمكن أن يحدث ذلك عن طريق:
- تناول طعام صنعه شخص مصاب بالفيروس، ولم يغسل يديه بشكل صحيح بعد قضاء حاجته.
- شرب مياه ملوثة أو تناول أطعمة تم غسلها بمياه ملوثة.
- رعاية شخص مريض بالتهاب الكبد الوبائي أ دون مراعاة أساليب وطرق الوقاية.
- ابتلاع الثلج الملوث.
- لمس الفم بعد لمس شيء ملوث.
كيف يمكن تشخيص التهاب الكبد الوبائي أ ؟
يمر تشخيص هذا المرض بمراحل التشخيص المختلفة من الفحص البدني والسؤال عن الأعراض، لكن تبقى تحاليل الدم هي أفضل طريقة للتأكيد.
قد لا يشكو بعض المصابين كما ذكرنا من أي أعراض أو علامات مثل اصفرار الجلد أو تضخم الكبد أو الطحال.
نتائج تحليل الدم لمريض التهاب الكبد الوبائي أ:
قد تظهر التحاليل ارتفاع في إنزيمات الكبد، كما يوجد اختبار خاص بتحديد الأجسام المضادة في الدم ما يؤكد نوع الالتهاب الوبائي.
يوجد نوعان من الأجسام المضادة يمكن الكشف عنهم في دم مصاب التهاب الكبد الوبائي أ:
– الأجسام المضادة لـ IgM: تظهر هذه الأجسام عندما تتعرض لأول مرة لالتهاب الكبد أ، وتبقى في الدم مدة 3-6 أشهر.
– الأجسام المضادة لـ IgG: تظهر هذه الأجسام بعد وجود الفيروس في الجسم فترة من الوقت، وتظل في الدم طول العمر، وتوفر حماية ضد هذا الفيروس.
إذا كانت نتيجة تحليل الدم تدل على وجود الأجسام المضادة لـ IgG ولكن ليس لأجسام مضادة لـ IgM، فهذا يعني إصابة سابقة أو تلقي تطعيمات للحماية منه.
ما علاج التهاب الكبد الوبائي أ ؟
عادةً ما يختفي التهاب الكبد أ من تلقاء نفسه خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، ولا يوجد علاج دوائي محدد لعلاجه الكبد لكن يعتمد الأمر على الراحة التامة واتباع بعض النصائح على النحو التالي:
–الحفاظ على رطوبة الجسم: يمكن الاعتماد في حالات الغثيان وفقد الشهية على الشوربة والعصائر إلى جانب شرب كميات كافية من السوائل للحصول على الترطيب والتغذية المناسبة لدعم مناعة الجسم.
–الراحة والبقاء في السرير: ينصح بالراحة التامة خاصة في الأيام الأولى لظهور الأعراض حتى تهدأ الحمى والاصفرار، يمكن العودة إلى العمل أو المدرسة إذا مر أسبوع واحد على الأقل منذ بدء الأعراض بعد استشارة الطبيب.
– تجنب التدخين وبعض الأدوية إن أمكن لعدم الضغط على الكبد.
هل يمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ ؟
تتوفر العديد من الطرق للحماية من التقاط عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي أ، يأتى على رأسها التطعيم ضد هذا الفيروس، إذ يوصي الأطباء بالتطعيم الروتيني للأطفال أكبر من عام ولأي شخص معرض للإصابة بالالتهاب الكبد أ.
يساعد كذلك الحرص على تناول الطعام النظيف وشرب المياه من مصدر موثوق صالح للشرب على الحماية من التقاط هذه العدوى الفيروسية، ومن المهم أيضًا الحفاظ على النظافة الشخصية، وخاصة غسل اليدين جيدًا بعد الذهاب إلى الحمام.
يجب أيضًا مراعاة طرق التعقيم والنظافة واستخدام المطهرات حال وجود مصاب في المنزل لمنع انتقال الإصابة لبقية أفراد الأسرة.
هل يسبب التهاب الكبد الوبائي أ أي مضاعفات؟
لا يسبب هذا الفيروس عادةً أي مشاكل أو مضاعفات طويلة الأمد، لكن قد تظهر بعض المضاعفات لدى كبار السن أو ممن يعانون من مشكلات الكبد مثل الفشل الكبدي المفاجئ، الأمر الذي قد يحتاج رعاية خاصة أو حتى زراعة كبد ولكنه أثر جانبي نادر الحدوث.
يساعد الالتزام بطرق الصحة والسلامة والنظافة في الأكل والشرب وعقب قضاء الحاجة على الحماية من التعرض لأي من أعراض التهاب الكبد الوبائي أ، كما يساعد الاهتمام والحرص على التعقيم واستخدام المطهرات بشكل دوري في المنزل أثناء وجود شخص مصاب على منع انتشار العدوى بين أفراد الأسرة الواحدة.