“مريء باريت” قد يكون مصطلح أو كلمة غير شائعة على الأذهان، فهو مرض من أمراض الجهاز الهضمي ينتج عادةً عند أصحاب الارتجاع المزمن، فما هو مريء باريت وما أسبابه وهل يعد مرضًا خطيرًا، هذا ما سنكتب عنه في السطور التالية.
ما هو مريء باريت؟
حالة تصبح فيها الأنسجة الطبيعية المبطنة للمريء أكثر سمكًا وولونها أكثر حمرة أشبه ببطانة الأمعاء، يرجع العلماء هذا التغيير إلى تأثير الضرر الناجم عن عن الارتجاع الحمضي المزمن.
ما أعراض مريء باريت؟
لا توجد أعراض محددة تميز مريء باريت، ولكن لأن معظم مصابي مريء باريت يعانون من الارتجاع المعدي المريئي، يشكون عادةً من أعراض الارتجاع.
قد تشمل أعراض الارتجاع المعدي المريئي:
- حرقة المعدة.
- ارتجاع الحمض.
- عسر البلع.
- الشعور بوجود كتلة في الحلق.
- صعوبة في بلع الطعام.
- ألم الصدر في الجزء الأسفل من المريء.
- شعور حامض أو حارق في الحلق.
- سعال مستمر.
- دم في البراز أو القيء.
- فقدان الوزن.
- غثيان.
- التهاب الحنجرة.
ما أسباب مريء باريت؟
لا يمكن الجزم بسبب الإصابة بمريء باريت، لكنه يظهر عادةً لدى الأشخاص المصابين بالارتجاع.
يحدث ارتجاع المريء نتيجة ضعف العضلات الموجودة أسفل المريء، ما يسمح بعبور حمض المعدة إلى أعلى.
تستطيع خلايا المعدة احتمال الحمض، لكن خلايا المريء غير مهيأة للتعامل معه، فتصبح أكثر تحسسًا وتلتهب عندما تتعرض لحمص المعدة.
بمرور الوقت، قد يؤدي التعرض فترة طويلة لحمض المعدة إلى خلل في خلايا المريء في ما يعرف بالتحور أو التنسج وهو تغير في طبيعية الخلايا المبطنة للمريء لتصبح أكثر صلابة.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمريء باريت:
يوجد العديد من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بمريء باريت، يأتي في مقدمتها الإصابة بارتجاع المريء في سن صغير ومعاناتك من أعراضه مدة أكثر من 10 سنين، إلى جانب:
1- السمنة: قد تزيد مستويات الدهون المرتفعة في البطن تحديدًا من فرص إصابتك بمريء باريت.
2- التدخين: ينتج عنه زيادة في إنتاج حمض المعدة، ونقص في معدل اللعاب، يؤثر التدخين كذلك على عضلة المريء السفلية.
3- التقدم في العمر: متوسط العمر عند تشخيص مريء باريت هو 55 عامًا، لكن هذا لايمنع ظهوره في أي سن آخر.
4- النوع: الرجال أكثر عرضة للإصابة بمريء باريت بثلاث إلى أربع مرات من النساء.
5- التاريخ العائلي: تزداد احتمالات الإصابة بمريء باريت إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة به.
قد تؤدي أيضًا العوامل التي تؤثر على الارتجاع وتزيد منه إلى تفاقم حالة مريء باريت مثل:
- بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs).
- بعض عادات الأكل مثل تناول الطعام بسرعة وبكميات كبيرة، أو قبل النوم مباشرةً.
- بعض الأطعمة مثل الأطعمة الغنية بالدهون والتوابل والدهنية والحمضية.
توصي الكلية الأمريكية لأطباء الأمراض المعدية (ACG) الرجال بأهمية إجراء فحص دوري إذا كانوا يعانون من أعراض الارتجاع منذ 5 سنوات، وكان لديهم عاملان من عوامل الخطر على الأقل.
ما طرق تشخيص مريء باريت؟
يوجد طريقتين أساسيتين لتشخيص الإصابة بمريء باريت وهما:
1- منظار الجهاز الهضمي:
تعتمد هذه الطريقة على النظر إلى داخل المريء بواسطة أنبوب مرن صغير به مصدر إضاءة وكاميرا، للتأكد من صحة الخلايا المبطنة للمريء وظهورها بلون وردي لامع.
إذا كان هناك تحور في خلايا المريء تظهر بلون أحمر يشبه القطيفة، وذلك من العلامات التي تؤكد الإصابة بمريء باريت.
2- فحص عينة من خلايا بطانة المريء تحت الميكروسكوب:
قد يقوم الطبيب بسحب عينة من خلايا بطانة المريء لتأكيد تشخيص مريء باريت للبحث عن وجود أي تغير أو تحور في شكل وتكوين الخلايا، وكذلك البحث عن علامات الخلايا السرطانية.
ما طرق علاج مريء باريت؟
تختلف طريقة علاج مريء باريت على حسب مرحلة الإصابة والهدف منها، فنجد مثلًا:
1- علاج السبب لمنع تطور المرض.
2- المتابعة المستمرة للتحقق من التغيرات السرطانية.
3- إزالة الأنسجة السرطانية إذا لزم الأمر.
شرح هذه المراحل في السطور التالية:
1- علاج السبب:
يعد علاج الارتجاع المزمن هو الخطوة الأولى الأساسية لأنه السبب الأساسي في مريء باريت.
يشمل علاج الارتجاع:
أ) تعديل النظام الغذائي:
- الامتناع عن الأطعمة الدهنية والشوكولاتة والكافيين والأطعمة الحارة والنعناع.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والتبغ.
- خسارة الوزن الزائد، لأن تراكم الدهون حول البطن يمكن أن يضغط على المعدة ويسبب ارتفاع الحمض إلى المريء.
- تناول جميع الأدوية مع الكثير من الماء.
- رفع الرأس أثناء النوم لمنع تدفق حمض المعدة إلى المريء.
- تناول وجبات صغيرة متعددة بدلاً من بضع وجبات كبيرة.
- الانتظار 3 ساعات على الأقل بعد تناول الطعام قبل الاستلقاء.
ب) العلاج الدوائي:
الاعتماد على بعض الأدوية وخاصة مثبطات البروتون PPI فهي فعالة جدًا في حماية المريء من الارتجاع الحمضي ومساعدة الأنسجة على الشفاء.
2- المتابعة المستمرة:
إذا كان هناك نسبة من التحور في الخلايا المبطنة للمريء، يفضل الالتزام بالمتابعة الدورية سنويًا لاكتشاف أي مزيد من تغيير طبقًا لجدول سيضعه لك الطبيب المعالج.إذا لم يكن هناك تحور، سيكون مطلوب منك فقط المتابعة الدورية كل عدة سنوات.
3- التدخل لإزالة الخلايا المتحورة:
1- استئصال الخلايا المتحورة:
يمكن تحقيق ذلك باستخدام درجات حرارة عالية جدًا أو منخفضة جدًا عن طريق الكي بالتبريد أو البالون الحراري، أو الليزر عبر المنظار.
2- استئصال الغشاء المخاطي:
تقنية جراحية بسيطة بالمنظار لإزالة الأنسجة المصابة من بطانة المريء (الغشاء المخاطي)، قد يلجأ الطبيب إلى هذا فشلت الطريقة السابقة في منع المزيد من تحور الخلايا.
3- استئصال أجزاء من المريء:
قد يكون هذا هو الاختيار الأنسب في الحالات المتقدمة من التحور الشديد أو الأورام.يقوم الجراح بإزالة الجزء المصاب من المريء ثم يعيد بنائه باستخدام أجزاء من الجهاز الهضمي.
هل يسبب مريء باريت أي مضاعفات؟
لا يعد تأكيد التشخيص بالإصابة بمريء باريت في ذاته أمر خطير، لكن يوجد احتمالية ضئيلة في أن يتطور الأمر لدى المصابين لأورام سرطانية.
في الختام يحتاج تشخيص مريء باريت وعلاجه بطريقة صحيحة مناسبة إلى استشارة طبيب أمراض جهاز هضمي له خبرة واسعة في هذا المرض حتى تستطيع أن تتجنب أي مضاعفات أو آثار جانبية له.