يوفر جهاز المناعة لدينا حماية ضد كل المخاطر التي تهدد أجسامنا، لكن يحدث أحيانًا أن يختل جهاز المناعة فيبدأ في مهاجمة أشياء غير ضارة مسببًا مشكلة أكبر، من أمثلة الأمراض التي تنتج عن اضطراب جهاز المناعة هو مرض سيلياك. سنتحدث في هذا المقال على أسباب مرض سيلياك وأعراض الإصابة به، وطرق علاجه والتعايش معه.
ما هو مرض سيلياك؟
مرض مناعي ذاتي يحدث عند الأشخاص المستعدين وراثيًا إذ يؤدي تناول بروتين الجلوتين الموجود في القمح إلى تلف بطانة الأمعاء الدقيقة ما يؤثر على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام ويؤدي إلى آثار جانبية خطيرة نتيجة ذلك إذا لم يتم علاجه والتعامل معه.
ما أسباب الإصابة بمرض سيلياك؟
ينتج مرض سيلياك عن خلل رد فعل مناعة الجسم، إذ يبدأ في التعامل مع بروتين الجلوتين كجسم ضار يحتاج لمهاجمته فيبدأ في إنتاج أجسام مضادة للقضاء عليه، ويصبح الجسم في حالة التهاب نتيجة هذه المعركة، ما يؤثر على بطانة الأمعاء.
عادةً ما تحتوي الأمعاء الدقيقة لدينا على ملايين من الزوائد الصغيرة على شكل أنبوب والتي تسمى الزغابات. تساعد هذه الزغابات على هضم الطعام بشكل أكثر فعالية.
حينما تتعرض هذه الزوائد إلى التهاب والتورم، تفقد قدرتها ودورها في عملية الهضم ويصبح أكثر صعوبة
إذ لا تستطيع الأمعاء هضم العناصر الغذائية التي تتناولها في طعامك، وتبدأ أعراض هذا المرض في الظهور.
لم يجزم الأطباء حتى الآن بسبب واضح لظهور مرض سيلياك لدى بعض الأفراد دون آخرين، لكن معظم الدراسات ترجح أن الأمر يرجع لوجود جينات محددة لدى هؤلاء الأشخاص وتناولهم الطعام الذي يحتوي على الجلوتين.
قد تكون بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بمرض سيلياك منهم:قد تكون بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بمرض سيلياك منهم:
- من لديهم تاريخ عائلي لهذا المرض.
- من يعانون من متلازمة داون أو متلازمة تيرنر.
- السيدات خاصة أصحاب البشرة البيضاء.
- مرضى السكري من النوع الأول.
- مرضى الغدة الدرقية المناعي.
بعض العوامل تساعد في ظهور أعراض مرض سيلياك بطريقة أكثر وضوحًا مثل:
- التعرض للضغط العصبي أو صدمة نفسية.
- الحمل.
- الخضوع لعملية جراحية.
- التعرض لعدوى فيروسية.
ما أعراض الإصابة بمرض سيلياك؟
يظهر تأثير مرض سيلياك على المصابين بطرق مختلفة، فيعاني البعض من الإسهال وألم في البطن.بينما يشعر آخرون بتقلب المزاج أو الاكتئاب.
تشمل العلامات الشائعة لمرض سيلياك:
- الإسهال المزمن أو الإمساك.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الانتفاخ والغازات.
- براز ذو لون شاحب رائحة كريهة.
- الأنيميا.
- تنميل ووخز في اليدين أو الساقين.
- مشكلات في الوعي أو التوازن.
- هشاشة العظام.
- تغير لون الأسنان وضعفها.
- قرح الفم.
- عدم تحمل اللاكتوز بسبب الأضرار التي لحقت بالأمعاء الدقيقة.
- الغثيان والميل للقيء.
- الإرهاق الشديد.
- الاكتئاب والقلق.
- تأخر النمو لدى الأطفال.
- المشاكل العصبية مثل صعوبات التعلم واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط عند الأطفال.
قد يسبب مرض سيلياك ألم شديد مثل:
- حرقة المعدة.
- تشنجات العضلات أو آلام العظام.
- ألم في المفاصل.
- طفح جلدي مؤلم ومثير للحكة.
أعراض مرض سيلياك عند السيدات
قد تظهر إلى جانب العلامات السابقة أعراض خاصة بالنساء نتيجة خلل جهاز المناعة مثل:
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- انقطاع الدورة المبكر.
- الإجهاض.
- مشكلات وصعوبة الإنجاب.
متى تظهر علامات الإصابة بمرض سيلياك؟
قد تظهر أعراض الإصابة بمرض سيلياك في أي عمر، لكن يكثر اكتشافه في مرحلتين:
1- المرحلة الأولى: عند عمر 8-12 شهر لدى الأطفال، وهي الفترة التي يبدأ فيها الصغار في تناول طعام يحتوي على الجلوتين أول مرة.
2- المرحلة الثانية: في الفترة من 40 ل 60 عام لدى البالغين.
ما طرق تشخيص مرض سيلياك؟
تتشابه أعراض الإصابة بمرض سيلياك مع العديد من أمراض الجهاز الهضمي الأخرى مثل مرض كرون، أو التهاب القولون التقرحي، أو الالتهابات المعوية.
سيبدأ الطبيب بالسؤال عن التاريخ الطبي والعائلي والأعراض التي يشعر بها المصاب، وسيقوم بإجراء فحص بدني.
يأتي بعد ذلك دور الفحوصات المعملية التي تشمل:
تحليل الدم: يهدف هذا الاختبار إلى الكشف عن وجود أجسام مضادة للجلوتين، إذ ترتفع نسبة هذه الأجسام لدى الأشخاص المصابين بمرض سيلياك.
تحليل عينة من الأمعاء الدقيقة: وهي الطريقة الأكثر دقة لتشخيص مرض سيلياك، يتم ذلك عن طريق منظار الجهاز الهضمي تحت تأثير مخدر بسيط، لسحب عينة من بطانة الأمعاء الدقيقة والكشف عن وجود ضرر في الخلايا المبطنة لها.
كيف يمكن علاج مرض سيلياك؟
تُعد الخطوة الأساسية في علاج مرض سيلياك هي التوقف والامتناع بشكل كامل عن تناول الأغذية التي تحتوي على الجلوتين، يعطي هذا الانقطاع فرصة للأمعاء الدقيقة أن تتعافى وتلتئم، ما يسمح بعودة قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام مرة أخرى، كما يمنع أعراض السيلياك مثل آلام البطن أو الإسهال.
لا يقتصر وجود الجلوتين على الطعام فقط، بل قد يوجد في بعض المنتجات التجميلية، معجون الأسنان، بعض التوابل أو الصلصات التي تستخدم مع السلطة، لذلك يجب التحقق من الملصقات الموجودة على الأطعمة والمنتجات التي تشتريها.
يمكن الاعتماد على أدوية إضافية للتعامل مع مرض السيلياك على حسب الحالة مثل:
1- المكملات الغذائية لتعويض أي نقص ناتج عن صعوبة امتصاص الفيتامينات والمعادن من الطعام.
2- أدوية موضعية لعلاج التهاب الجلد الناتج عن السيلياك.
3- الكورتيكوستيرويدات لعلاج الالتهابات الشديدة التي لا تستجيب بسرعة كافية للنظام الغذائي.
تبدأ الأعراض في التحسن الفوري عقب الالتزام الجاد بالامتناع عن الجلوتين، أما عن تعويض نقص التغذية أو التئام الأمعاء فقد يحتاج الأمر إلى عدة أسابيع على حسب شدة الضرر وتاريخ بدايته.
هل يمكن التعايش مع مرض سيلياك؟
يحتاج التعايش مع مرض سيلياك إلى الانتباه الجيد إلى أنواع الطعام التي يتناولها المصاب بالسيلياك.
أطعمة يجب تجنبها:
- الخبز
- مكرونة
- الحبوب.
- البسكويت والمقرمشات.
- الكعك والمعجنات
- الفطائر.
- بعض أنواع الصلصات.
أطعمة يمكن تناولها بأمان:
- معظم منتجات الألبان مثل الجبن والزبدة والحليب.
- الفواكه والخضراوات.
- اللحوم والأسماك.
- البطاطا.
- الأرز.
- الدقيق الخالي من الغلوتين مثل دقيق الأرز والذرة وفول الصويا ودقيق البطاطس.
في الختام على الرغم من أن مرض سيلياك هو مرض خطير يجب أن يأخذه المصاب به بجدية، إلا أنه يمكن التعامل معه والتحكم به بسهولة عن طريق الالتزام بحمية صارمة لا تحتوي على الجلوتين ومشتقاته. يساعد المتابعة مع طبيب خبير على التعايش بشكل طبيعي دون التعرض لأي مضاعفات أو آثار جانبية مزعجة.